من مدينة الألف باب، مدينة الشمس، مدينة القصور، طِيبة عروس النيل “الأُقْصُرْ” جنوبِ مِصْر! أروي عليكم قصتي مع “إِدْراك” هذه المنصة الرائعة التي ساعدتني بفرد أشرعة قاربي لأُبحر في علومها وأًمُدَّ يَدَ المساعدة لمن يرغب بالالتحاق بقارب النجاة من مضيعة الوقت وتأَخُرِ الفُرَصْ!
أَذكُر إِحساسي عِندما رَأَيْتُ مَوقِعَ إِدْراك لأَول مّرة وكأَنني تَنَفَّسْتُ الصّعداء بعدَ عناءِ رِحلَةٍ طويلةٍ من البَحْثِ عن مصدَرٍ نافِع، مُستَمِر، ومُقنع… لأستقي منه المعرفة التي أحتاج لتطوير مهاراتي في مجال التنمية البشرية والتكنولوجيا واللُّغات وبِنفس الوقت رغبتُ بالحُصولِ على شهاداتٍ تُشعِرُني بالإنجاز العلمي وتُقَدّم لي الدّعم الحقيقي في حالِ تَقَدُمي لأي وظيفة أو إتاحة أي فرصة لِعَمَلِ مَشروع!
فَبدأتُ مشواري مع إِدْراك بمساقات مُمتعة مثل مساق إِدارة المشاريع كمهارة حياتية وأُسُسْ التربية السليمة والابتكار في العمل الحكومي والصحافة الاستقصائية وغيرها ومع مرور الوقت بَدَأَتِ المشاكل أو مَا كُنت أظنها مشاكل بالاختفاء كما لو أنها مجرد غيوم كانت تُلًبِّد سمائي لأستطيع اليوم توجيه قاربي نحو الوجهة التي أريد، و بَدَأتُ بنقل فكرة إِدْراك لكل من ألاحظ على وجهه علامات الاستفهام التي كانت تَرتَسِمُ على وجهي مِن قَبل!
فبحكم عملي في مجال الإعلام والتسويق الإلكتروني وتواجدي بكثره على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت كثيراً من الشباب والفتيات يضيعون الوقت والجهد على مواقع التعلم الفردي ولكن دون فائدة تُذكر في مسيرتهم الشخصية كانت أَو المهنية وفي كثير من الأحيان كانوا يقعون فريسةً لنفوسٍ مريضة وَحِيَلٍ إلكترونية ويتكبدون خسائرَ ماديّة فوق خسارتهم الاُولى!
وهنا تبادرت لي فكرة لإطلاق مبادرة باسم “اصنَع مُستَقبَلَك”؛ حيثُ قُمتُ بجمع عدد من الشباب لاختيار فريق عمل يقوم بمساعدة الشباب و الشابات لنشر العلم وتبادل الخبرات وبالأخص في القرى الأكثر فقراً علمياً ومادياً والتي يصعب أن يصلها مثل هذه المفاهيم كالتنمية البشرية والتطوير المهني.
واصبح مجال التدريب بالنسبة لي مصدر قوة اعزز فيه من قدراتي و استمد منه طاقة أكبر لأتعلم اكثر حتى أتمكن من تعليم و نقل هذه المعرفة لغيري من أبناء ناحيتي و منطقتي بالأُقْصُرْ!
وتَمَكَنتُ من تأسيسٍ مشروع بيع بالتجزئة وزيادة دخلي وذلك بما تَعَلّمْتُه من مهارات إدارة المشاريع و إدارة الذّات، لِأَشْعُر اليوم بالرضى كُل الرضى عن تَقَدُمي على المُستويَين المِهَنِي والإنساني؛ فها أنا أُساعد نفسي و أَمُد يَدْ العَون لِغَيري في نَفْسِ الوقت!
اليوم نحن نعمل بِكُلِّ نشاط وأمل ودون قَلَق؛ لثقتنا بأننا نأخذ علومنا ومصادرنا التدريبية من تِلك المنارة التي تُنير لنا سَير قارِبِ نجاتنا، فلا يَسَعُني وزُملائي من فريق المبادرة إلا أن نتقدم من جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله و من شعب الأردن الشقيق والعاملين على هذا المشروع بجزيل الشكر والامتنان لبنائهم وعملهم في هذه المنارة التعليمية التي تُنير لنا طريق الأمان والهدى لنجد أفضل ما في أَنفسنا ونَثْبَتْ على مبادئ العلم و الاتزان في هذه الاوقات العصيبة التي تَمُرُ بِها بِلادُنا.
من جَنوبِ مِصْرَ الحَبيبة، مِنَ الأُقْصُر…أَرْضِ التاريخِ والحضارات…أبلغكم تحياتي وعظيم امتناني!
بقلم: أحمد عنتر أحمد-جمهورية مصر العربية