۲۰۱۷/۰۸/۱۷

تجربة "بونيتا براي" مع إدراك

 كيف تصفين تجربتكِ مع إدراك؟

لقد أسعدني الحظ بالعمل مع إدراك على هذا المشروع، فالتجربة التي خضتُها معهم كانت محفّزة ومثمرة. كان الهدف من المشروع هو تعديل مساق التدريس في بيئة التعلّم المدمج، الذي تم إعداده من قبل مركز التدريس والتعلّم والتكنولوجيا في جامعة كولومبيا البريطانية، وتنقيحه لكي تتمكن إدراك من تقديمه للمتعلمين العرب كمساق جماعي مفتوح المصدر.  والتحدّي الكبير الذي واجهنا في هذا المشروع هو النجاح في الحفاظ على الجودة العالية والطابع التفاعلي لمساق التدريس في بيئة التعلّم المدمج الأصلي عبر مختلف أشكال التدريس والتعليم، والثقافات واللغات. الأمر الذي يتطلّب من طاقم إدراك وطاقم جامعة كولومبيا البريطانية درجة عالية من الإبداع، التفاني، والجهود التعاونية على مدى فترة طويلة. لقد كان طاقم إدراك أهلًا لهذا التحدّي دائمًا، مما جعل التعاون بيننا ناجحًا إلى درجة كبيرة.

ما هو الجانب الأكثر تميزًا ونجاحًا من تجربتكِ في العمل على هذا المشروع مع إدراك؟

بالنسبة لي، هناك العديد من الجوانب المميزة عند عملي مع إدراك، وليس واحدًا فقط. وأوّلها كان في المراحل المبكرة جدًا من المشروع عندما علمتُ أنه سيكون مشروعًا تعاونيًا بحق. عندما تشرع في مشروع تعاوني، لا يمكنك أبدًا أن تتيقّن فيما إذا كنت ستحقق علاقة عمل يسيرة يسودها الوفاق، أو أنّ المشروع سيصبح محاولة مستمّرة ليتفوّق فيه أحد الأطراف على الآخر. لكن، عندما تناقشتُ مسبقًا مع منسقة المساق في إدراك حول كيفية التعامل مع الكم الكبير من العمل القادم، اتضح أنّنا متّفقتان أيّما اتفاق. فقد كنا متحمستين حول إمكانيات التعلّم المدمج في تحسين تعلّم المتعلّمين، كما كنا متفانيتين في بذل أقصى جهد ممكن لتعديل مساق التدريس في بيئة التعلّم المدمج الأصلي وتنقيحه للتأكّد من تلبية احتياجات المدرّسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أن نكون متّفقِين على الذهاب إلى أبعد الحدود من أجل بناء المساق بأفضل صورة ممكنة كان بالتأكيد تجربةً لا تُنسى.

ما النصيحة التي تودين تقديمها للأساتذة وخبراء المجال الذين قرروا الانطلاق في رحلتهم لإعداد مساق إلكتروني وتقديمه؟

قبل تقديم أيّة نصيحة، أودّ أن أعبر عن تهانيّ لكلّ شخص قد قرر نقل مساقه إلى بيئة تعلّم مدمجة أو إلكترونية. إنّه لخيار مثير ومثمر من شأنه أن ينقل تدريسك إلى مستوى أفضل. فبناءً على ما تعلّمتُه خلال أكثر من عشرين عامًا من الخبرة في تطوير المساقات الإلكترونية والمدمجة وتدريسها، أنا على يقين من أنّك والمتعلمين ستفيدون بدرجة كبيرة من قرارك.

اقرأ أيضا:   نحو مسيرة مهنية أكثر ثقة وتميز

ولو سنَحت لي الفرصة لدعوتك لشرب فنجان من القهوة والحديث عن قرارك، لوددّتُ أن أقول ما يلي:

أولًا، سأشجّعك على تجربة البيئة المدمجة أو الإلكترونية كمتعلّم. فبهذه الطريقة يمكنك أن تستكشف بنفسك الفوائد الكامنة لهذه الأساليب لك وللمتعلمين. يمكنك، على سبيل المثال، أن تنضم إلى مساق التعلّم المدمج على منصة إدراك حيث يمكنك التعّلم حول التعلّم المدمج بينما تجرّب كيفية تعلّم المتعلّمين في بيئة إلكترونية.

ثانيًا، سأقترح أن تستقطع بضع دقائق من وقتك لتدوين أسبابك وأهدافك وراء انتقالك إلى بيئة التعلّم المدمج.  فعندما تكتب هذه الأفكار ستتكون لديك رؤية واضحة لما ترغب في تحقيقه، وهذا الشيء يمكن أن يكون مفيدًا بدرجة كبيرة وبطرق عديدة عندما تقوم بهذا الانتقال. لأن هذه الأفكار ستعمل أولًا بمثابة تذكير بدافعك عندما تواجهك مشكلة غير متوقعة. كما أنّ الوضوح حول سبب قيامك بهذا الانتقال سيساعدك في الحفاظ على تركيزك على المهمة عندما تقوم بإعادة تصميم مساقك. وأخيرًا، فإنّ التصريح بأهدافك ومشاركتها مع المتعلّمين سيساعدهم في فهم أسبابك للقيام بهذا التغيير. وبالتالي سيؤدي هذا الفهم إلى تحسين تقبّل المتعلمين لهذه الأسباب.

أخيرًا، سأوصيك بإعداد خطة احتياطية عندما تجرّب شيئًا جديدًا للمرة الأولى. فبغض النظر عن مقدار الجهد الذي نبذله في تخطيط مساقاتنا المدمجة أو الإلكترونية، لا مفرّ من إنّنا سنواجه ما هو غير متوقّع.  على سبيل المثال، قد لا تتمكّن من إجراء الاختبار القصير للمتعلّمين في الموعد الذي حددته، أو قد لا يتمكّن المتعلّمون من نشر أفكارهم والتفاعل على منتدى النقاش بسبب عدم إعداده بصورة صحيحة. وبالمثل، قد لا يعمل نشاط التعلّم الذي قمت بتطويره بالطريقة المتوقّعة. وحسب تجربتي، هناك دائمًا طريقة لتخطّي مثل هذه العقبات. وإذا قمت مسبقًا بوضع خطة بديلة، أي فكرة لكيفية حلّ هذه المشاكل، ستكون أكثر ارتياحًا في المضي قدمًا.

اقرأ أيضا:   دليلك للتعلم عبر الإنترنت: الاستعداد لدراسة المساق

ما هي الرسالة التي ترغبين في إيصالها إلى المتعلّمين من المنطقة العربية على منصة إدراك؟

من المثير حقًا التدريس في وقتنا هذا. إذ تُتاح حاليًا الكثير من الخيارات لتوسيع استراتيجياتك في التدريس والتعلّم. فقد وسّعت العديد من التقنيات الجديدة الإمكانيات المتاحة لك، وأصبح في متناولك الآن مجموعة كبيرة من الخيارات لتصميم بيئة تدريس وتعلّم فعّالة تلبي احتياجات المتعلّمين اليوم وتندمج مع استراتيجيات التدريس الفردية الخاصة بك.

يمثل نقل التدريس من بيئة الصفوف المباشرة التقليدية إلى بيئة يتفاعل فيها المتعلّمون بنشاط ضمن عمليّة تعلّمهم خيارًا يمكن أن يكون له وقعًا إيجابيًا على تدريسك وتعلّم المتعلّمين.

الآن هو الوقت المناسب للتغيير. آمل أنّك ستتبنى هذه الإمكانيات وتنعش تدريسك باغتنام هذه الفرصة.

شارك المعرفة

مقالات ذات صلة

التعليقات

2 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram