۲۰۱۷/۰۷/۰۳

إدراك الأمل

 

بدأت قصتي من شغفي وحبي الكبيرين للعلم والمعرفة، فأنا أتسم بالفضول وحبّ الثقافة، ولكن ظروفي الصحيّة كانت حائلًا أمام إكمال تعليمي، فبحكم إعاقتي الحركية لم أتمكن حتى من تحصيل التعليم الأساسيّ، حتى صدفةً تعثرت بالحدث الذي غيّر حياتي.

كنت في يوم أتصفح مواقع الإنترنت المفضلة لديّ حين شاهدت إعلانًا على موقع  "اليوتيوب" عن منصة إدراك. تحمّست كثيرّا للإعلان عن مساق بعنوان "تعلّم الإنجليزية : مهارات المحادثة للمبتدئين" الذي أثار فضولي واسترعى انتباهي. سارعت وقتها لزيارة المنصة ودهشت من كونها تقدم عدّة مساقات في شتى المجالات التعليمية بشكل مجانيّ، وكانت هذه المرة الأولى التي أكتشف فيها مفهوم التعلّم عبر الإنترنت وهو الأمرالذي ملأني بالأمل في تحقيق ذاتي وحلمي.

تجربتي مع إدراك وتعرفي على هذه المنصة الثرية والهادفة في محتواها العربيّ المفتوح غيّر من نوعية حياتي بالفعل وفتح لي أبواب الأمل والفرص. فبعد أن بادرت فورًا إلى الّتسجيل في المساق الأوّل، وجدت نفسي أسير على طريق تنيرها المعرفة والعلم، واكتشف مشوارًا شيّقًا في التعلّم الذاتيّ الذي أحببت كل لحظاته. وهكذا، تنقلت بين إكمال مساق إلى آخر حتى حصلت اليوم على  خمسة عشر شهادة إتمام في مساقات عدّة . كانت هذه المساقات هي العلم وهي الحلم الذي رأيته يتحقق بفضل تحرير المعرفة وإتاحتها للجميع.

لم يقتصر أمر علاقتي بهذه المنصة الرائعة على تحصيل العلم فحسب، بل نمت لتشمل جانبًا آخر من حياتي أيضًا. لقد ساعدتني منصة إدراك على تحديد ميولي العلمية التي أدت لاكتشاف ميولي المهنيّة أيضاً. فبعد أن أتممت مساق "التصميم الجرافيكي" ومساق "البرمجة بلغة بايثون" عرفت ماهو اهتمامي الشخصيّ وأين أرى نفسي في المستقبل وبدأت برسم فكرة بسيطة عن هدف مهنيّ أطمح نحوه، ولتحقيقه أتممت مساق "العمل الحرّ عبر الإنترنت" الذي كنت أحتاجه لبدء مسيرتي المهنية كامرأة مستقلة، ولسعادتي فها أنا اليوم مصمّمة جرافيك مبتدئة ومستقلّة في هذا المجال الذي تعرفت عليه عن طريق إدراك ولم أكن لأصل نحوه إلّا بفضل التمكن من المعارف والإطلاع على الخيارات الواسعة التي تتيحها المنصة.

اقرأ أيضا:   بُعد جديد لإدراك بالتعاون مع جوجل دوت أورغ

صاحبتني في رحلتي مقولة أحبها وأتأثر كثيرًا بحكمتها عن فضل العلم وأحب أن أشاركها مع كلّ باحث عن المعرفة والحياة الأفضل: ”العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم" بمثل هذه الحكم التي كانت ولا زالت تدفعني للمعرفة، فأنا آمل أن تكون هذه البداية نحو خير كثير قادم لجميع الفضوليين والباحثين عن تنمية مهاراتهم وفرصهم.

أنا ممتنة حقاً للقائمين على هذه المنصة وأشعر أن تشجع غيري بالانضمام إليها هو من حق هذه المنصة عليّ وواجب نحو الآخرين ليلتحقوا ويستفيدوا من هذه المبادرة،  ولقد انضم تسعة من أقاربي بالفعل للمنصة بناء على تشجيعي لهم.

في الختام، فأنا أتمنى لمؤسسة الملكة رانيا أن تبقى جهودها مباركة وتحظى مبادراتها بدوام التوفيق والاستمرار لماتصنعه في منطقتنا من تغيير وماتزرعه من أمل.

بقلم الإدراكية مريم باجندوح - السعودية
شارك المعرفة

مقالات ذات صلة

التعليقات

10 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram