تتطلب قدرات التعلم السريع مجموعة متنوعة من الخبرات في عدد من التخصصات. قد يقول معظم الناس أن العباقرة والموهوبين لديهم قدرة طبيعية على التعلم بسرعة ولكن هل هذا هو الحال فعلا؟ أم أنه شيء يمكن تعلمه وتحسينه بمرور الوقت؟ الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي لا، أن كنت تعتقد أن الاذكياء والعباقرة مميزين لأنهم يمتلكون عقل مميز يساعدهم على التعلم بسرعة فهذا اعتقاد خاطئ وذلك لأن هناك مهارات عديدة تساعدك على تسريع عملية التعلم عليك اتقانها لتجعل من عملية التعلم السريع عملية فعالة. سواء كنت تريد تعلم لغة أجنبية أو أي مهارة تريد تعلمها، فمن خلال تعلم مهارات وتقنيات التعلم السريع ستعزز إمكانية حصولك على وظيفة أو الترقي في وظيفتك الحالية.
وهناك عدد من المهارات المعرفية التي يمكن أن تساعدك على تحسين مهارة التعلم السريع بشكل أكثر فعالية. هذه المهارات مهمة للطلاب من جميع الأعمار، لكنها تزداد أهمية مع تقدمك في السن إذا كنت تريد التعلم بسرعة أكبر والاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل، فتأكد من أنك تمارس هذه المهارات بانتظام.
وفي هذه المقالة سوف نستكشف بعض من المهارات المعرفية التي تجعل عملية تعلمك سريعة وفعالة.
١- الانتباه الانتقائي:
هناك الكثير من الأشياء حولنا تلفت انتباهنا والتي قد يؤثر بعضها على إنتاجية الفرد في العمل أو الدراسة أو حتى حياته الشخصية لذلك تعتبر مهارة الانتباه الانتقائي هي أول مهارة معرفية عليك أن تتعلمها فنحن الآن نعيش في بيئات صاخبة.
والانتباه الانتقائي هو عبارة عن مهارة تسمح لك بتوجيه انتباهك إلى مهمة معينة في وقت معين عندما تعيش في بيئة صاخبة، لذلك من المهم تطوير مهارات الانتباه الانتقائي حتى لا تشتت انتباهك بأشياء أخرى غير مفيدة.
ولتوضيح ذلك دعني أخبرك بمثال، بافتراض أنك تعيش في مكان يحيط بك أصوات السيارات، وصوت التلفاز مرتفع، ويتحدث أخوك بجانبك، أنت الآن تسمع معظم هذه الأصوات وتريد قراءة كتاب في مجال عملك، هنا يأتي أهمية مهارة الانتباه الانتقائي في إنجاز هذه المهمة والحفاظ على انتباهك حتى تنتهي.
لتطوير مهارة الانتباه الانتقائي لديك عليك أولا أنت تحدد ما هي الأشياء المهمة التي تريد إنجازها، ثم أذهب لأماكن صاخبة إلى حد ما، وحاول أن تنجز هذه المهام ومحاولة التركيز فيها لفترات طويلة، والآن كرر هذا الأمر ومع الوقت سيصبح الانتباه الانتقائي مهارة لديك يساعدك على التعلم بشكل أسرع وفعال.
اقرأ أيضًا: التركيز أثناء المذاكرة: تريد التركيز لفترة أطول؟ ركز لفترات أقصر!
٢- الانتباه المستمر:
إذا كنت شخصًا يحب الانتقال من مشروع أو فكرة إلى أخرى دون إكمال أي شيء هذه عادة سيئة للغاية لأنها تجعلك تشعر بعدم الإنتاجية وعدم اليقين بشأن قدراتك، ومن ضمن حلول هذه المشكلة هي تعلم وإتقان مهارة الانتباه المستمر وهي أن تلتزم بمشروع واحد والاستمرار في العمل فيه حتى تكمله، وتحسين هذه المهارة يعتمد على الدخول في جلسات طويلة تركز فقط على ما تتعلمه ثم بعد فترة من الزمن حاول أن تكتب الأشياء التي تعلمتها بالتفصيل في ورقة منفصلة.
فمثلا إن كنت تشاهد دورة متخصصة في مجال شغلك، فإنك تلتزم بمشاهدة الفيديوهات كل يوم حتى تنتهي من مشاهدة الدورة بالكامل، وهنا لكي تحافظ على تركيزك أثناء الدراسة عليك أن تحضر ورقة فارغة وأكتب فيها ما تعلمته من هذا الدورة بالتفصيل، بعد انجازك للدورة ستجد أنك اكتسبت معرفة واسعة واستيعابك للمعلومات كان أسرع.
٣- التفكير المنطقي:
التفكير المنطقي مهم جدا في عملية التعلم يساعد على الاحتفاظ بالمعلومات وجعلها سهلة الفهم إذا كان لديك تفكير منطقي، فستتمكن من تذكر ما قرأته وسمعته عندما تتبع نمطًا أو إجراءً معين، وتعتبر مهارة التفكير المنطقي هي أول خطوة لتعلم مهارات حل المشكلات والتي سوف تساعدك في العالم الحقيقي، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو عندما تجد سؤال في اختبار نهاية العام غير موجود في المنهج ولكن يكون الهدف منه قياس مدى فهمك للموضوع وهذا ما يتوقعه منك الأستاذ وهنا يأتي دور التفكير المنطقي في إنقاذك.
ولتحسين هذه المهارة لديك عليك أن تتخيل سيناريوهات مختلفة لحل مشكلة ما ثم بعد ذلك تشاهد الحل الصحيح لكي تختبر صحة السيناريوهات التي وضعتها، أو يمكن لعب العاب تعتمد على التفكير النقدي مثل الشطرنج أو غيرها من الألعاب التي تعتمد التفكير المنطقي.
بالإضافة إلى أنه بإمكانك التسجيل في دورة التفكير الناقد المقدمة من إدراك والتي تشرح لك مفهوم التفكير النقدي وأهميته وكيف تستطيع اكتساب هذه المهارة.
يمكنك التسجيل في دورة التفكير الناقد من هنا
وهذه كانت بعض من المهارات معرفية والتي قد تجعل تجربتك التعليمية أفضل وأكثر إنجازا. في النهاية أحب أن أسمع رأيك في تجربة التعلم على وجه التحديد، أود أن أعرف: ما هي أهم المهارات المعرفية التي شجعتك على التفكير فيها للحصول على تجربة تعليمية أفضل؟