كم مرة تأملنا رفوف القصص المصورة في المكتبات ولم نجد قصة نقرأها لأطفالنا؟ كم مرة رأيت قصة بها العديد من الصور الجميلة، ولكن بعد قراءتها تبينت أن المحتوى قليل القيمة والأهمية؟
هناك حاجة حقيقية لقصص مصورة عربية جيدة، وممتعة. في هذا المقال سنتعلم سويًا، كيف نكتب القصص؟ وماهي الأركان الأساسية للقصص المصورة؟ وما هو مفهوم القصص المصورة؟ وما هي جوانب القصة المصورة؟
أركان القصة المصورة
للقصة المصورة أربعة أركان أساسية، الحبكة، اللغة، المقولة، والشخصية.
- أولًا الحبكة.
تعد الحبكة هي الطريقة التي ستبني بها القصة. هناك عدة أنماط يمكن أن نبني قصتنا المصورة وفقها، فعلى سبيل المثال: يُمكن أن تكون القصة من النمط المتزايد، أو المتناقص، أو المتزايد والمتناقص معًا. بعض القصص الأخرى تتبع النمط التتابعي، أو التراكمي، أو التفاعلي، وغيرها من الأنماط الكثيرة. ويعد أشهر وأكثر نمط مستخدم في القصص المصورة للأطفال هو نمط الفصول الثلاثة.
اقرأ أيضًا: أساسيات التصوير الفوتوغرافي
- ثانيًا النص.
هنا العديد من التحديات التي يواجهها الكتاب فيما يتعلق بالكلمات التي سيتم ذكرها في النص. فعلى سبيل المثال، تحدي ضعف مخزون الطفل من اللغة، أو تحدي قصر دورة التركيز والتنبيه لدى الطفل، أو كون الطفل ما زال حديث عهد في القراءة. كل هذه التحديات تضع عبئًا على الكاتب في اختيار الكلمات. لذا، ما هي الأمور التي يجب مراعاتها في نص القصة المصورة؟ عندما نكتب السرد في القصة المصورة علينا أن نتذكر الاعتبارات التالية: اختيار المفردات المألوفة، اختيار التراكيب البسيطة، وأخيرًا جعل الجمل في القصة جمل فعلية.
- ثالثًا الشخصية.
سنتحدث في هذا الجزء عن صفات الشخصية الناجحة. الشخصية الناجحة تلصق في مخيلة الطفل، وهي مفتاح العمل الناجح. ولكي تكون الشخصية لا تنسى، فإنه يتحتم على القارئ أن ينجذب إليها. ولكي ينجذب القارئ إليها، فيجب أن تتمتع الشخصية بخمسة نقاط. أولًا أن تشبه القارئ. ثانيًا أن تكون فاعلة وليست منفعلة. ثالثًا أن تمر بمأزق عسير. رابعًا أن تكون وحدها من يقود أحداث القصة. خامسًا وأخيرًا أن تحقق في النهاية نموًا عاطفيًا.
- رابعًا المقولة.
تكاد تكون المقولة أصعب ما يواجه الكاتب، وخصوصًا إذا كان ناشئًا. جميعنا نبدأ في كتابة قصصنا عندما يخطر ببالنا مقولة ما، أو موقف مضحك، أو تأتينا فكرة جميلة. لكن عندما يأتي الأمر لتوظيف ما تم كتابته ليؤدي إلى مقولة معينة فهنا تكمن الاحترافية. تعد المقولة هي الشيء الذي يبقى في أروقة الدماغ بعد أن تبهت تفاصيل القصة مع الزمن وينساها القارئ. بعد إضافة المقولة لقصتك، فستكون قد أضفت الركن الرابع من الأركان الأساسية للقصة.
مفهوم القصة المصورة
القصة المصورة هي قصة تحكيها الصور بشكل أساسي، والنص بشكل تكميلي. بذكر ذلك يتبين لنا أن الصور هي التي لديها الدور الأهم في هذا النوع من القصص. ويعتبر الكتاب المصور الناجح، هو الذي يترك الفرصة للرسوم أن تحكي القسم الأكبر من القصة.
لكن، هل يمكن للرسوم وحدها أن تحكي القصة بالكامل، دون مساعدة النص؟ الجواب هو نعم!
يمكن للرسومات وحدها في القصة المصورة أن تحكي القصة كاملة ودون أية مساعدة من النص. هذا النوع من القصص يسمى، القصص الصامتة.
هناك نوع آخر من القصص، حيث تكون الكلمات في السرد هي صاحبة الجزء الأكبر. هذا النوع من القصص ليس من أنواع القصص المصورة.
ما هي جوانب القصة المصورة؟
هناك العديد من الجوانب للقصص المصورة، ولكن هنا سنتكلم فقط عن ثلاثة جوانب أساسية: الشكل، المفاهيم المطروحة، وعدد الكلمات. تتكون القصة المصورة من حيث الشكل من ٣٢ صفحة، متضمنًا الغلافين الأمامي والخلفي. أما من حيث المفاهيم المطروحة في القصص المصورة، فهي المفاهيم التي تجذب الأطفال من عمر ٣-٨ سنوات، وتدخل ضمن نطاق استيعابهم، مثال على ذلك مفهوم المشاركة. الجانب الأخير من القصص المصورة ألا وهو عدد الكلمات. كلمات القصة المصورة تتراوح عادة بين صفر – ١٥٠٠ كلمة، ولكن يفضل ألا يتجاوز عدد الكلمات ال٥٠٠ كلمة. وذلك لأن الأطفال ما زالوا حديثي عهد في القراءة، وسترهقهم القصص الطويلة.
لمعلومات أكثر حول القصص المصورة، يمكن زيارة الدورة المجانية المقدمة من إدراك هنا
لا تنسى مشاركة هذا المقال إذا حاز على إعجابك!
محمد أيمن – كاتب ومدوّن في إدراك