۲۰۱٦/۰۹/۱۹

أدركت ... فأبدعت

qusai-blog

"اليوم؛ العلم لمن يريد" هكذا تحدثت جلالة الملكة رانيا العبدالله في خطابها بحفل إطلاق منصة إدراك، ومن هنا بدأت حياتي في أخذ مسارٍ آخر.

"إن التّعليم الإلكتروني هو أكبر حدثٍ مؤثرٍ في التّعليم منذ اكتشاف الطابعات". يرى أنانت، رئيس إد- إكس، المعرفة الإلكترونية بأنها لا تقل تأثيرًاعما كان لدور الطابعات والمطابع في الثورة العلمية الأولى، حيث جعلت ما كان حكرًا على قلة من الناس متاحًا لكل من أراد أن يتعلم ويقرأ.

 أدهشتني فكرة التعلم عن بعد بروعتها حقّا، تخيل أنك تستطيع أن تتعلم ما تريد وأنت جالس في أيّ مكان وأيّ وقت. تستطيع مثلًا وأنت تحتسي كوبًا من الشاي أمام جهاز الحاسوب في منزلك أن تكتشف العلوم والمعارف اللّامنتهية، وكل ما قد يلزمك  لذلك هو قلمٌ وورقةٌ في يدك وكثيرٌ من الشغف في قلبك. وأروع في الأمر أن التّعليم الإلكتروني مسجّل حيث إن واجهتك معلومة لم تفهمها تستطيع أن تعيد التسجيل أكثر من مرة حتى تتمكن منها. كما أن المناقشات التي تعوّدت أن أخوضها بعد كلّ درس مع زملائي في المساق ساهمت في أن تزيد من فهمي للموضوع المطروح وأن توسع مداركي بمشاركتنا خبراتنا المختلفة مع بعضنا. أجد هذه الفكرة بحدّ ذاتها جديرة بالاهتمام، فكيف وأنّ هذا العمل هو عمل عربي بحت يهدف إلى الارتقاء بالتعليم العربيّ!

 ولشغفي بكل ما هو جديد ومفيد، وجدت الطّاقة المتجددة موضع اهتمامي ودراستي، فقررت الإشتراك بمساق إدراك “مقدمة إلى أنظمة الخلايا الشمسية” بجزأيه حين طُرح . وبعد كدّ وتعب، ومرح وشغف، وعدد من الواجبات والامتحانات والمشاركات والمقابلات دامت لأكثر من ستة أشهر، تتوّج مجهودي حين حصلت على فرصة مع إدراك التي اختارتني لأكون ضمن عشرة مشاركين من أصل عشرين ألف مشارك من أنحاء الوطن العربي للسّفر إلى جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا. تعد جامعة دلفت من أفضل جامعات العالم وكانت زيارتنا بهدف عمل أبحاث على عدد من أنواع الخلايا الشمسية المختلفة والتعرف على تكنولوجياتها.

اقرأ أيضا:   متعة التعليم الإلكتروني

img_0974

 فتحت لي هذه الفرصة أبواب كثيرة، حيث أصبحت لدى عودتي سفيرًا لإدراك داخل جامعتي الهاشمية وسفيرًا لمنظمة إدامة المهتمة بالطاقة والمياه وإيجاد حلول وبدائل مستدامة لمشاكل الطاقة. وبما أن تخصصي في الأساس هو الهندسة الميكانيكية ، أصبحت أخطط جديّا لإكمال أبحاثي ودراساتي بمجال الطاقة المتجددة والذي يعود الفضل لإدراك في توجيه تفكيري نحوه وصقله. تيقنت بعد هذه التجربة أن بإمكاني أن أبدع بأي شيء لديّ شغف تجاهه وأن بإمكاني أن أكون رائدًا فيه ومبدعًا، فقط عليّ أن أثق بنفسي وبقدرتي على الإنجاز والتغيير. ونصيحتي للجميع أن لا تجعل لأحلامك حدود ولا تتوقف عند أول تحدي يواجهك.

علّمتني إدراك أن المعرفة والتفوق لا يقتصران فقط على ما حصّلت في عقلك من علوم، بل ما تشاركه وتقدمه للآخرين من علم ومعرفة. وكما منحتني إدراك أول خطوة على طريق النجاح والإبداع؛ فأنا متيقن أن هذه المنصة بكادرها وطاقته العظيمة ستعطي الكثير من الشباب الأمل بالتغيير والتطلع إلى القمة والتفوق عن طريق الخوض بمساقاتها الشيقة وتنظيمها العبقري.

تقديري وشكري لجلالة الملكة رانيا على جهدها العظيم والواضح بالتغيير والتركيز على فئة الشباب لإيمانها بقدرتنا وبموهبتنا وأن مستقبل أردننا بأيدينا جميعًا.

وبالنهاية اقول أني فعلاً أدركت ... فأبدعت.

img_1263-2

بقلم: قصي سهيل العباسي – الأردن، بتصرف.

شارك المعرفة

مقالات ذات صلة

التعليقات

13 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram