التحكم في النفس والتعامل مع الضغوطات: بين التوفيق في العمل، وتحمل التزامات وأعباء الأسرة في هذه الأيام من الصعب ألا تطغى عليك الظروف أحيانًا. لذا عليك أن تخصص وقتًا لنفسك لتستعيد عافيتك وراحتك النفسية قبل أن تتثاقل عليك الأعباء وتعاني صحيًا وبدنيًا. تعلّم كيفية التحكم في النفس والتعامل مع الضغوطات يتطلب تدريبًا، يمكنك فعل ذلك عبر تعلم الأدوات الصائبة لمواجهة هذه التحديات. في هذا المقال سنعرض لكم أهم التحديات التي تواجهنا وكيف نتعامل معها.
ما هو الضغط النفسي؟ وكيف يمكن التحكم في النفس؟
يعتبر الضغط النفسي هو الشعور بالتوتر العاطفي والجسدي، وغالبًا ما يتولّد هذا الشعور إما من موقف معين أو طريقة تفكيرك نحو الأمور ككل، فيصبح هذا الشعور هو ردة فعل جسدك تجاه هذا التحدي أو الطلب. أحيانًا يكون هذا الشعور صحي مثل الذي يساعدك على تجنب الخطر أو الوفاء بموعد ما، وأحيانًا أخرى يكون سامًا ويؤثر على صحتك النفسية والجسدية. لذا يعتبر من المهم أن تعرف أنواع الضغوطات والتعامل معها لكي نتعلم كيفية التحكم في النفس الخاصة بنا.
للضغط مخاطر عديدة، يمكن أن يساهم في مشاكل طويلة الأمد للقلب والأوعية الدموية. كما يمكن أن يؤثر في معدل ضربات القلب، وضغط الدم. يمكن أن يؤدي هذا الضغط المستمر على المدى الطويل إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
كيف يمكن للضغط أن يكون مفيد وضار؟
على سبيل المثال، يمكن أن يحسن التوتر طريقة عمل قلبك ويحمي جسدك من العدوى. فافي إحدى الدراسات، كان الأفراد الذين عانوا من مستويات معتدلة من الإجهاد قبل الجراحة قادرين على التعافي بشكل أسرع من الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة أو عالية. الاعتدال والتحكم في النفس هو مفتاح النجاة، لكن الكثير من الضغط يمكن أن يكون ضارًا. فالضغط المعتدل يُحسن من قوتك العقلية، ويعمل على زيادة المناعة في الجسم، ويجعلك أكثر إبداعًا، ويُشجعك على النجاح، كما يمكن أن يعزز من نمو الأطفال. على النقيض الآخر، كما قلنا سابقًا أن الضغط يلعب دورًا هامًا في المشاكل المتعلقة بألم الرأس، ومشاكل القلب، والسمنة، والتوتر، وأخيرًا الاكتئاب.
الفرق بين الإجهاد والضغط والتوتر.
يشير الإجهاد إلى المواقف التي تتطلب قدرًا معينًا من الوقت والمجهود، في حين أن الشخص لا يمتلك هذه الموارد ولا يستطيع التحكم في النفس. بينما الضغط يشير إلى أن هناك موقفًا معينًا يتوقف كليًا على نتيجة أداءك. بالنسبة للتوتر فهو الشعور بالخوف المستمر والمفرط الذي لا يزول حتى في حالة عدم وجود ضغط. ويعتبر الإجهاد والضغط هما المحفزين الرئيسيين للتوتر. لذا من المهم جدًا اكتشاف أعراض القلق مبكرًا لمنع تطور اضطراب القلق المرضي.
ما هي أعراض الإجهاد التي تؤثر على التحكم في النفس؟
يُؤثر الإجهاد على جميع جوانب حياتك، بما في ذلك عواطفك، وسلوكياتك، وقدرتك على التفكير، وصحتك الجسدية. لا يوجد جزء من الجسم محصن. ولكن نظرًا لأن الناس يتعاملون مع التوتر بشكل مختلف، يمكن أن تختلف أعراض الإجهاد أو تكون الأعراض غامضة.
فالأعراض العاطفية للإجهاد تتضمن: الشعور الدائم بالاهتياج، الاحباط، أن تصبح مزاجي ويتقلب مزاجك بسهولة، الشعور بالإرهاق، الشعور باحتقار لنفسك، صعوبة التحكم في النفس. أما الأعراض الجسدية تتضمن: الطاقة المنخفضة، الصداع، إضطراب المعدة، الإسهال، الإمساك، وآلام في الصدر وسرعة ضربات القلب.
إدارة الضغوطات.
هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الأساليب والعلاجات النفسية التي تهدف إلى التحكم في النفس وأيضًا مستوى التوتر لدى الشخص، وخاصة الإجهاد المزمن، وعادة ما يكون لغرض تحسين الأداء اليومي والتحفيز المستمر. فمن الصعب ألا تطغى عليك التزامات الحياة والأسرة، والعمل وما يسببه من ضغوطات مستمرة مثل، المحاولة الدائمة من التغلب على الأقران وإبراز أفضل نقاط قوتك. لذا قم باتباع هذه النصائح البسيطة التي تساعد في تخفيف مستوى التوتر: ممارسة التمارين الرياضية، الأكل الصحي، إراحة العضلات، التنفس العميق، أخذ راحات، خصص وقتًا للهوايات، تحدث مع أحد عن مشاكلك.
إلى هنا نكون قد انتهينا من هذا المقال، أخبرنا عزيزي ما هي الضغوطات التي تواجهك؟ وكيف قمت بالتعامل معها؟ وما الخطوات التي تستخدمها لتساعدك في التحكم في النفس؟
ولمزيد من المعلومات يمكنك زيارة المساق المجاني: دورة إدارة القلق والصدمات النفسية
محمد أيمن – كاتب ومدوّن في إدراك
شكرا
شكرًا لك