۲۰۲۰/۰۳/۲۱

كيف استطاعت مُدرِّسة واحدة من غزة أن تغيّر فكر مجتمع كامل؟

مها محمد خليل الوالي.. مديرة مدرسة مصعب بن عمير الأساسية للبنات بقطاع غزة. استطاعت مها أن تقدم نموذجًا حيًّا لشخصية تغير من تفكيرها وتفكير مجتمعها بالكامل، وتساعدهم على الرقي بأفكارهم ومهاراتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية.

البداية

في بداية طريقها، وجدت مها منصة إدراك عن طريق الصدفة عبر موقع فيسبوك. كانت حينها تبحث عن فرصة للتنمية الذاتية، وقد وجدت في إدراك ضالتها... بدأت مها في دراسة المساقات على منصة إدراك، وأنهت العديد من المساقات مثل مساق التفكير الإبداعي، التفكير الناقد، الإسعافات الأولية، ومساق الصفوف المعكوسة - الذي أثنت عليه بشكل خاص. حينئذٍ، رأت مها فرصة لتطوير عائلتها معها، بل والمدرسة التي تديرها، بل والمجتمع المحيط بالمدرسة! 

مدرستي حاضنة رقمية 

لقاءات توعوية مع أولياء الأمور
لقاءات توعوية مع أولياء الأمور

أطلقت مها مبادرة "مدرستي حاضنة رقمية لي ولأسرتي" داخل مدرسة مصعب بن عمير الأساسية. كان الهدف من هذه المبادرة نشر فكرة التعلّم الذاتي عن طريق خلق روح التنافسية بين أفراد المجتمع - المديرة، المعلمات، الطالبات، وأفراد المجتمع - الكل يتنافس من أجل أن يصبح متعلمًا أفضل! من خلال هذه المبادرة، بدأت مها في توعية المعلمات بوجود منصة إدراك، ثم أجرت لقاءات توعوية مع أولوياء الأمور لتعريفهم بالمنصة وبالفرص الموجودة والمتاحة عبرها. بعد ذلك، بدأت المدرسة في إجراء لقاءات عملية مع أولوياء الأمور والطلبة من أجل الدراسة عبر المنصة. قامت المدرسة بجمع الطالبات في مجموعة عبر الإنترنت لكي يشجعنَ بعضهن البعض، ويُجِبنَ عن الأسلئة التي تطرحها زميلاتهن عند الحاجة. 

هل تنجح المدرسة في توجيه الطلبة؟ 

أ. مها مع طالبات مدرسة مصعب بن عمير
أ. مها مع طالبات مدرسة مصعب بن عمير

التحدي الأساسي هنا هو توجيه طلبة في المرحلة الإعدادية للتعلّم الذاتي، حيث أن الطالبات في هذه المرحلة العمرية يفضِّلنَ التوجه للأمور الترفيهية وترك التفكير بالمستقبل لمرحلة أخرى. ولكن، ما أن دخلت الطالبات على المنصة ووجدن أن بإمكانهن التعلم على أيدي خبراء في أمور ومجالات مختلفة وعديدة، حتى صارت الفتيات ترغب في تعلم المزيد. 

نتيجة مبهرة

طالبة بمدرسة مصعب بن عمير تتعلم عبر منصة إدراك
طالبة بمدرسة مصعب بن عمير تتعلم عبر منصة إدراك

مع مرور الوقت، استمرت الطالبات – والمعلمّات معهن - في التعلّم عبر منصة إدراك، مع استمرار المتابعة عن طريق اللقاءات التوعوية والعملية.

شهادات حصلت عليها طالبات المدرسة

وكانت النتيجة مبهرة! حتى الآن، نجحت طالبات ومعلمات مدرسة مصعب بن عمير في إصدار أكثر من 250 شهادة عبر منصة إدراك في مجالات مختلفة عدة. أدركت الطالبات أنهن يمتلكنَ حرية الاختيار فيما يُردنَ تعلّمه، أدركنَ أن التعلم لا يقتصر على ما بين دفتي الكتاب فقط، بل إنه متاح الآن حتى خارج أسوار المدرسة. ولا تزال المبادرة مستمرة إلى الآن. 

المستقبل والطموح

طالبات مصعب بن عمير من حفل تسليم الشهادات
طالبات مصعب بن عمير من حفل تسليم الشهادات

لا تود مها التوقف عند هذا الحد فقط، بل تطمح للوصول لما هو أبعد من ذلك. اليوم تتطلع مها أولًا لأن تتوسع مبادرة "مدرستي حاضنة رقمية" في مدارس ومجتمعات أخرى، وأن تتبنى المدارس الأخرى المبادرة كفكرة للتعلّم الذاتي. وتود مها أيضًا أن تستخدم كل الأدوات الموجودة على منصة إدراك من أجل تطوير شخصيات الطلبة، ولذلك ستقوم منصة إدراك بمحاولة دعم مدرسة مصعب بن عمير عن طريق إنشاء صفوف افتراضية على منصة إدراك للتعلم المدرسي. 

تؤكد إنجازات ومبادرة مها أنه يمكن لفرد واحد أن يغيّر في مجتمع بأكمله إذا ما اتخذ قرارًا حقيقيًا بتغيير نفسه أولًا، ومن حوله ثانيًا. هذه التجربة المبهرة تبرهن أهمية التعليم في تغيير حياة وأولويات المجتمعات، وبشكل خاص، دور المدرسين في تغيير حياة الأفراد من حولهم وتأثيرهم في مستقبل طلابهم وطالباتهم بأشكال مختلفة. نتمنى أن نرى المزيد من النماذج الملهمة مثل مها في وطننا العربي الحبيب.

شارك المعرفة
اقرأ أيضا:   نقل المعرفة من هولندا إلى الوطن العربي

مقالات ذات صلة

التعليقات

4 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram