The 8Log هل فكّرت يوماً بأهمية العمل على تطوير ذاتك؟ هل تقوم بالتركيز على نقاط قوّتك وتحاول إزالة نقاط الضعف؟ هل فكّرت بتعلّم مهارات جديدة؟ أحياناً، يكون من الصّعب معرفة وتحديد من أين وكيف نبدأ عند وضع خطّة لتطوير الذات.
في هذا المقال سنستعرض بعض الطّرق التي ستساعدك في تطوير ذاتك وسنتطرّق إلى مزايا تطوير الذات.
يقول الأديب والشاعر الأميركي رالف والدو إيمرسون، “الشّخص الوحيد المقدّر لك أن تصبحه هو الشّخص الذي تختار أن تصبحه”، قد يبدو الأمر معقّداً ولكن لا تقلق، فكل شخص يمتلك القوّة لجعل حياته أفضل.
كيف تقوم بتطوير ذاتك؟
-
ضع تصوّر لحياتك
إذا لم يكن لديك رؤية مستقبلية لحياتك من المحتمل أنك تعيش نفس الروتين يومياً. فوجود رؤية تعد خطوة هامّة لمساعدتك على تحديد احتياجاتك الإنمائيّة الشخصيّة. ويتحقق تحسين الذات بالعمل على تحقيق الأهداف والطموحات والأحلام. إنّ وجود تصوّر ورؤية لحياتك يعتبر قوّة دافعة قويّة لتحسين نفسك وتعلّم مهارات جديدة للوصول إلى تحقيق أهدافك.
-
اخرج من منطقة الرّاحة (Comfort Zone)
غالبية النّاس يقضون حياتهم محاصرين داخل منطقة راحتهم وهم يشعرون بالأمان. بطبيعة الحال من المهم أن تكون بعيداً عن التوتّر ولكن الاسترخاء لدرجة كبيرة قد يوقف البعض عن تحدّي نفسه ويحدُّ من التّطوير الذاتي.
وأفضل طريقة لبدء رحلتك لتحسين الذات هو الخروج من منطقة الرّاحة الخاصّة بك على الأقل مرّة واحدة في اليوم. ابدأ باتّخاذ خطوات صغيرة، لا تلتزم بروتينك اليوميّ، افعل شيئاً خارج عن المألوف. من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح والخوف قليلاً في البداية، لكن توسيع منطقة الرّاحة أمر أساسيّ للتطوّر.
-
تعلّم لغة جديدة
إنَّ تعلم لغة جديدة والاطّلاع على ثقافات جديدة لا تعدُّ تجربة لانفتاح العقل فحسب، فقد اكتشفت الدراسات الفيزيولوجيّة بحسب موقع selfsaid.com أن التّحدّث بلغتين أو أكثر له عدة مزايا إدراكية. ويشمل ذلك بناء مهارات متعدّدة المهام، وتحسين الذّاكرة، وتعزيز الإبداع، وتحسين مهارات صنع القرار، وبناء الثّقة بالنفس.
-
تجنَّب الأشخاص السلبيين
الارتباط بأشخاص سلبيين شخصيّاً ومهنيّاً سيكون له تأثير ضار على تطوّر ذاتك، لأن الأشخاص السلبيين يؤثرون على تفكيرك، وبدلاً من التّفكير بشكل إيجابي، تبدأ في التّفكير بشكل سلبيّ.
والطّريقة الوحيدة للمضيّ قدماً في الحياة هي الارتباط بأشخاص إيجابيين والابتعاد عن الأشخاص السلبيين. كما قال روبرت تو – “لا تدع النّاس السلبيّة والسّامة تستأجر مساحة في رأسك. ارفع الإيجار واطردهم!”
-
دع الماضي خلفك
التمسّك بالأحداث غير السّعيدة أو المزعجة يمكن أن يمنعك من المضي قدماً في حياتك. اغفر لنفسك وللآخرين على الأحداث الماضية لتمضي قدماً نحو أحلامك وطموحاتك.
-
مارس الرياضة
النّشاط الجسديّ مهم للجسم والعقل، حيث يساهم برفع مستويات الطّاقة وتحسين المزاج والقدرات الذهنيّة. إذا كنت غير سعيد بروتين تمرينك أو لا تمارس الرياضة حاول أن تضع لنفسك جدولاً مرناً للوصول لأهدافك مثل التخلّص من الوزن الزّائد مثلاً.
كما أنَّ الالتزام بالتّمرين يحفّزك ويعلّمك مهارة الالتزام والمثابرة وتحقيق نتائج إيجابيّة.
-
جد أشخاصاً تقتدي بهم
تطوير الذّات ليس سهلاً، ولكن من المفيد أن تقتدي بأحد يدفعك للتطوّر ويلهمك ويحفزّك. ويمكنك فعل هذا من خلال قضاء وقت مع أشخاص يمنحونك الإلهام ويسعون لنفس الهدف، فهذا كفيل بمنحك حافزاً للمضيّ قدماً.
-
ضع نظام المكافأة والعقاب
هذه الخطوة ضروريّة للأشخاص الذين يحتاجون لكسر العادات السيّئة. في بعض الأحيان، تكون المكافأة (أو العقاب) هي التي تحدث فرقا بين التغيير الفوريّ والسّريع، والوعود السّافرة المستمرّة.
مزايا تطوير الذّات:
- ترى نفسك بشكل أفضل، فالتنمية الذاتيّة تساعدك على تحديد رؤيتك وأهداف حياتك بشكل أوضح. فعندما تضع أهدافاً لنفسك، يصبح من الأسهل وضع خطة والعمل من أجل تحقيق تلك الأهداف.
- يحسّن مهاراتك، فالتعلّم والنموّ الشخصيّ هما السّمتان المميزتان لتطوير الذات. خاصة وأنّك تتعلّم من أخطائك السّابقة وتتغلب على التحديات من خلال التعليم والتدريب والتوجيه.
- يحرّك دوافعك ويحسّن شعورك بالرّضا، فالتّنمية الذاتيّة وتطويرها تمنحك القدرة للسّيطرة على الأمور المحيطة بك، وبما أنّ هناك تحسّناً مستمرّا، فإنّك ستشعر بمزيد من الثّقة والحماس و تزداد إنتاجيتك وتصبح راضياً بأدائك.
- يحسّن قدرتك على التّركيز، عندما تُدركُ عيوبَكَ، تُحاسبُ نفسك على أخطائِكَ. هذا المستوى من الوعي الذّاتي يساعدك على النّظر إلى الصّورة الأكبر وبالتالي لن تلوم نفسك على أمور خارجة عن سيطرتك.
إنَّ عملية تطوير الذّات لا تحدث بين عشيّة وضحاها. يجب عليك الاستمرار والمثابرة من أجل الوصول إلى هدفك. لا تيأس إذا لم تجد نتائج فوريّة للتغييرات التي قمت بإحداثها في حياتك، فتغيير الذات يحتاج إلى وقت وجهد، وتذكّر دائما أنَّ التنمية الذاتيّة هي ممارسة ونمط حياة يوميّ.